chabab-mobadara

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جمعية شباب المبادرة


    ~ خذني إليك ~

    avatar
    samado


    المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    ~ خذني إليك ~ Empty ~ خذني إليك ~

    مُساهمة  samado الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 2:11 pm

    ~ خذني إليك ~

    ذهبنا أنا و دانة لرفع الأطباق عن المائدة
    كان الضيف مع أبي و سامر ، و وليد في غرفة الضيوف ، فيما تعد والدتي الشاي في المطبخ .
    لأن سامر يجلس عادة إلى يسار والدي ، فلا بد أن الضيف قد جلس إلى يمنه ، و لابد أن الكرسي المجاور له كان كرسي وليد ...
    " من كان يجلس هنا ؟ "
    سألت ، بشيء من البلاهة المفتعلة ، فأجابتني دانة بسحرية و هي ترفع الأطباق :
    " ما أدراني ؟ أتصدقين ... لم أكن معهم !
    أقصد كنت أجلس على الكرسي المقابل لكنني لم أنتبه لمن كان يجلس أمامي ! "
    قلت :
    " و ما دمت قد كنت جالسة معهم ، فلماذا لا أرى أطباقا أمام مقعدك ؟؟ "
    رفعت دانة نظرها عن السكاكين و الملاعق و الأشواك التي كانت تجمعها ، و هتفت بغضب و حدة :
    " رغد ! "
    و هي تحرك يدها مهددة برميي بالسكاكين !
    قلت بسرعة :
    " حسنا حسنا لن أسأل المزيد "
    و صمتنا للحظة
    ثم عدت أقول :
    " الشخص الذي كان يجلس هنا ... لم يأكل شيئا ! ربما لم يعجب الضيف طعامنا ! "
    كنت أريد منها فقط أن تقول شيئا يرجح استنتاجي بأن وليد كان هو من يجلس على هذا المقعد ...
    جلست على ذلك المقعد ، و أخذت إحدى الفطائر من الطبق الموضوع أمامي و بدأت بقضمها
    التفتت إلى دانة ناظرة باستهجان :
    " ماذا تفعلين ؟؟ !"
    مضغت ما في فمي ببطء شديد ثم ابتلعته ، ثم قلت :
    " أرى ما إذا كانت الفطائر في هذا الطبق غير مستساغة ! لكنها لذيذة ! لم لم تعجبه ؟؟ "
    طبعا كنت أتعمد إثارة غيظها ! فأنا أريدها أن تأمرني بالمغادرة فورا لأنجو من غسل عشرات الأطباق ... فقد تعبت دانة كانت على وشك الصراخ بوجهي ، ألا أن والدتنا أقبلت داخلة الغرفة لتساعدنا في رفع الأطباق و تنظيفها ، فأسرعت بالنهوض و عملت بهمة و نشاط خجلا منها !
    بعد أن انتهيت من درس الغسيل هذا ذهبت إلى غرفتي و أنا متعبة و أتذمر
    كنت قلقة بشأن بشرة يدي التي لا تتحمل الصابون و المنظفات
    أخذت أتلمسها و شعرت بجفافها ، فأسرعت إلى المرطبات و المراهم ، و دفنت جلدي تحت طبقة بعد طبقة بعد طبقة منها !
    قلت في نفسي :
    " رباه ! إنني لا أصلح لشيء كهذا ! كيف سأصبح ربة منزل ذات يوم ؟ لا أريد أن أفقد نضارتي ! "
    و تذكرت حينها موضوع زواجنا الذي كدت أنساه !
    لا أعلم ما إذا كان سامر قد تحدث مع والدي بشأن الزواج أم لا ... فقد شغلنا جميعا حضور وليد عن التفكير بأي شيء آخر ...
    اضطجعت على سريري بعد فترة ، و أنا متوقعة أن أنام بسرعة من شدة الإرهاق ...
    ألا أن أفكارا كثيرة اتخذت من رأسي ملعبا ليلتها و حرمتني من النوم ... !
    حتى هذه اللحظة لا زلت أشعر بشيء يحرق داخل عيني ...
    إنها نظرة وليد المرعبة الحادة التي أحرقتني ...
    تقلبت على سريري كما تُقلّب السمكة أثناء شويها !
    كنت أشعر بالحرارة في جسدي و فراشي ...
    فنظرت من حولي أتأكد من عدم انبعاث الدخان !
    لماذا حدّق بي وليد بهذا الشكل ؟؟
    تحسست يدي اليمنى باليسرى ، و كأنني لا أزال أشعر بالألم فيها بل و توهمت توهجها و احمرارها ... و حرارتها
    إنه طويل جدا ! لا يزال علي ّ رفع رأسي كثيرا لأبلغ عينيه ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 9:41 pm